لوحظ على أرض الواقع، أن أجيالنا مهدَّدةٌ بتيَّار الغلوِّ وبتيَّار التغريب والانسلاخ عن الهوية الإسلامية، ومن هنا رأينا تأسيس هذا الصرح العلمي التربوي، لتدارك مخاطر محقَّقة، مع التأكيد على أن عمل مركزنا مرتبطٌ بأوقاف تدعم مصاريفه وتفعيل برامجه، وهذه الأوقاف يمكن لها أن تكون في أيِّ بلد والقوانين تؤطرها، وليس مرتبطاً بأموال المتبرعين العابرة والمؤقَّتة بزمانٍ أو مكانٍ. والاستقراء لتاريخ المسلمين يثبت بحيث لا يدع مجالاً للشكِّ، أن ثمَّة علاقة وثيقة بين الوقف الإسلاميِّ وبين التعامل مع القرآن الكريم والإستنارة بهديه. مع الإشارة إلى أن لدى الوقف بالإضافة إلى مجلس أمناء، يوجد لجنة شرعية لضبط أحكام الوقف وتقييمها.
مسوِّغات ودوافع إنشاءالوقف:
تعزيز العقيدة الإسلامية في المجتمعات المسلمة، من خلال التركيز على التربية الإيمانيّة والأخلاقيّة، المستقاة من المنهج القرآني.
تحديث وتطوير أساليب تعليم اللغة العربية، لغير الناطقين بها، لتكون مدخلاً لفهمهم للقرآن الكريم، وتمكينها عند أبنائنا الذين ضعفت عندهم بسبب ظروفهم الراهنة.
استثمار الصدقة الجارية، وتحويلها إلى تنميةٍ مستدامةٍ، تنفع الأجيال جيلاً بعد جيلٍ، من خلال العمل الحثيث على تأمين التمويل اللازم للبرامج الوقفيّة، وفقاً لمقاصد الواقفين لتكون رافداً للتنمية الشاملة، والأجر المستدام، وصولاً إلى إيجاد مشاريع وبرامج نافعة ذات أثرٍ إنسانيٍّ كبيرٍ يُحتذى به.
التأسيس السليم للبنية الاجتماعية، والعمل على تطوير قدراتها وطاقاتها وخبراتها، عبر مناهج تربويةٍ نظريةٍ وتطبيقيةٍ.
تطوير المهارات الفكرية والعملية لأبنائنا، والتركيز على العلوم الإنسانية، والتي واسطة العقد فيها، تدارس كتاب ربنا، لما يحوي من أسسٍ لبناء حضارةٍ إنسانيةٍ، تنهض بالأمَّة من جديدٍ بعد طول تيهٍ وركامٍ.
توفير البيئة التي يحسُّ فيها القارئ للقرآن، بالظلال الدافئة الوارفة، والحياة للحظاتٍ مليئةٍ بالجمال والروعة والفائدة.
التمكين لأجيالنا من الوصول إلى التفاعل والتعامل مع كتاب الله تعالى، فهماً وامتثالاً وتطبيقاً.
الأهداف الاستراتيجية للوقف:
أخذ دوره الرائد، في تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية، من خلال كونه منظومةً علميةً تربويةً هادفةً، ذات منهاجٍ رصينٍ مدروسٍ، يحقِّق غايته ويفي بمقاصده ويبلغ مراميه، التي وضِع من أجلها.
إيجاد محيطٍ اجتماعيٍ مناسبٍ لإحياء الأسباب اللازمة لتحقيق التنمية المعرفية، من أجل خلق حالةٍ من الشعور والفهم الاجتماعيِّ، بأهمية تدبُّر القرآن، كونه منهج حياةٍ، وعظَمِ الدور الذي يؤدِّيه في المجتمع، والوعي الجماعيَّ لأهمَّية دور القرآن في حياة المسلم، يوجِد اندفاعاً نفسياً، باتّجاه العمل على تبنِّي مفاهيمه في عالم السلوك بعد استقراره في عالم التصورات.
تحقيق حياةٍ رغيدةٍ للبشرية، وبناءٍ متماسكٍ من النخب العلمية، يفضي إلى مشاركةٍ فعَّالةٍ ومعتبرةٍ وذات شأنٍ، في المشروع النهضويِّ المأمول للأمَّة.
البرامج والخدمات التي يقدمها الوقف:
خدمة القرآن الكريم، ونشر هديه وعلومه، وتطوير الدراسات القرآنية، في المجالات العلمية والتعليمية والتقنية والإعلامية.
تحديث الطرائق التعليمية في مجال الدراسات القرآنية، وفق منهجيةٍ أصيلةٍ، بأساليب متطورةٍ.
إقامة دوراتٍ تعمل على تطوير الكوادر المشاركة، في مجال التعامل مع القرآن الكريم وعلومه.
عقد دوراتٍ تساهم في توفير مهاراتٍ قياديةٍ، من مثل فنون التخطيط الشخصيِّ والتفاوض وصنع القرار والتفكير الناقد وإدارة النزاع، وغير ذلك، يحتاجها حافظ القرآن. وكذا مهاراتٍ في علم الإدارة، يحتاجها الطالب لإدارة فريق طلابيٍّ بعد تجاوزه مرحلة الدراسة، من مثل إدارة الوقت وجمع المعلومات وتحديد الأهداف وتقييم الذات والتشبيك والحفز وصنع القرار وتوكيد الذات، وغير ذلك.
السعي الحثيث إلى تحصيل منحٍ جامعيةٍ لطلابنا وطالباتنا، في فروعٍ شتَّى تخدم الأمَّة، وذلك من خلال تفاهماتٍ تمَّ التوقيع عليها مع هذه الجامعات، أو من خلال الاستفادة من فرصٍ توفِّرها جامعاتٌ أخرى يتمُّ التنسيق معها لهذا الغرض.
العناية بالتراث العلميِّ في القراءات والتفسير وعلوم القرآن في مكتبات العالم، جمعاً وتحقيقاً ودراسةً ونشراً.
إعداد الأبحاث المتطورة والشاملة لعلوم القرآن، بلغة العصر مع الحفاظ على الثوابت.
إثراء مكتبة الدراسات القرآنية، بإضافاتٍ جديدةٍ، من الكتب العلمية ذات الصلة.
عقد مؤتمراتٍ محليَّةٍ وعالميةٍ، لدراسة ومناقشة الأعمال والأبحاث، التي كتبِت في القرآن وعلومه، وتقييمها وفق الضوابط الشرعية المُجمَع عليها.
تقديم الإستشارات والخبرات، للمؤسَّسات والهيئات الأهلية والرسمية، العاملة في خدمة القرآن الكريم وعلومه.
التعاون مع جميع الجهات الحكوميَّة والأهليَّة ذات الاختصاص، التي تشارك الوقف في تحقيق أهدافه، لتطوير قدرات الشباب وإمكاناتهم التربوية والعلمية والبحثية.
تأسيس شراكاتٍ فاعلةٍ، مع الجمعيات، والجامعات، والمؤسَّسات الأكاديمية، ومراكز البحوث، ودور الطباعة والنشر.
إقامة محاضراتٍ وندواتٍ قرآنيةٍ، مع مفكِّرين وباحثين ورموزٍ علميةٍ مشهودٍ لها.
ابتكار منتجاتٍ تقنيةٍ مبتكرةٍ واحترافيةٍ، وتوظيفها في مجال خدمة القرآن وعلومه.
العمل على تنسيق الجهود البحثية والعلمية بين المتخصِّصين.
نشر البحوث والرسائل الجامعية المتميِّزة، في مجال الدراسات القرآنية.
تنشيط حركة البحث العلميِّ، من خلال التواصل مع الباحثين، والهيئات الطلابية في الجامعات والمعاهد في بلدان العالم الإسلاميِّ، والمكتبات الثقافية، ودور الطباعة والنشر، والمؤسَّسات والأفراد المهتمُّين بالدراسات القرآنية.
العمل على إعداد معرضٍ للكتاب الخاصِّ بالقرآن الكريم وعلومه.
إعداد مجلَّةٍ تهتمُّ بالقرآن الكريم وعلومه، تجمع بين الأصالة والمعاصرة. كلُّ ذلك سيتمُّ بمشيئة الله، من خلال الاستفادة من مساهماتكم الوقفية، الواردة من الفضلاء الداعمين، والتي ستخضع لمعايير العمل المؤسَّساتي، منضبطةً بأحكام الشريعة، وذاتَ مرجعيةٍ معتبرةٍ، من أصحاب الاختصاص المشرفين على هذا الصرح المبارك.
المنهاج العلميِّ للوقف:
نحرص على اختيار منهاجٍ مميَّزٍ ومناسبٍ، يتضمَّن تعليم القرآن الكريم تلاوةً وحفظاً وتدبراً، وإحاطةً بالقراءات، وفق معايير المستوى الأكاديميِّ، بإشراف حافظينَ وحافظاتٍ من أهل الإختصاص، والقيام بدراساتٍ بحثيةٍ أكاديميةٍ تشمل اللغة العربية وعلوم القرآن كافَّة، مقترنةً بأنشطةٍ ثقافيةٍ وتربويةٍ هادفةٍ، بما يحقِّق صياغة الطالب وفق المنظومة التربوية القرآنية.
الوسائل والأدوات المساندة لإعداد الجيل القرآنيِّ:
استثمار التقنيات الحديثة في التعليم، والتي تثير اهتمام الطلبة ورغباتهم.
مشاركة الطلبة في الحوارات والندوات، بغية تنمية المهارات، واستكشاف الطاقات والتعرُّف على الإمكانات لديهم.
وجود ثلَّة من الأساتذة المربين، من ذوي الخبرة والتخصُّص في التربية والمجال العلميِّ، أصحاب كفاءةٍ يتمُّ اختيارهم بدقَّة بالغةٍ، بناءً على ضوابط ومعايير دوليةٍ معتمدةٍ بهذا الخصوص.
اعتماد آليات في التعليم المتطوِّر، تفضي إلى تحقُّق البناء العلمي للمتخصِّصين، في مجال الدراسات القرآنية.
اعتماده الحداثة في وسائل التعليم، مع الحفاظ على الثوابت الإسلامية في المنهاج والتوجيه التربويِّ.
توفير بيئة مناسبة، ترتكز على التفاعل بين الطالب وأستاذه، ملتزمةً بأفضل المعايير في مجال الدراسات القرآنية.
إقامة برامج تربوية، وليالي إيمانية، وملتقياتٍ شبابيةٍ، يتمُّ فيها شرح نصوص الوحي، التي تهتم بتزكية النفس وتقويم السلوك.
إقامة رحلاتٍ للطلبة، فيها الترفيه المنضبط والتوجيه التربويُّ المنشود.
استثمار الطاقات الكامنة عند الطلاب، من خلال العقل الجمعيِّ، واشتراك مجموعة منهم في كتابة الدراسات الحديثة ذات الصلة.
عقد مسابقاتٍ في الدراسات القرآنية، التي تساهم في تنمية واكتشاف المواهب الطلابية.
تنمية الحصيلة الثقافية، لدى الطلاب وصقل مواهبهم.
تدريب الطلاب على القراءة والبحث والاطلاع على المعارف العامة.
امتلاك الوقف لحزمةٍ ذات شأنٍ من القيم، ومن أهمها: الوعيُ – الأصالةُ والمعاصرةُ – الوسطيةُ – التميُّزُ – المسؤوليةُ – التشاركيةُ.
المـأمول من الجيل القرآنيِّ بعد تخرجه من مؤسستنا الوقفية:
الأمل معقودٌ على هذه الثلَّة المباركة من الطلبة، التي ستكون بمشيئة الله، نواة مجتمعٍ مسلمٍ ناهضٍ، يعيش حياةً إسلاميةً رشيدةً، وقاعدةً صلبةً للتربية الإسلامية الخالصة، التي تحتفظ بعناصر قوة الأمَّة، تجعل الشابَّ المسلم في دائرة الاستخلاف والعمران والسعي والتحرُّر من الترف الوهميِّ، كيما تخرج الأمَّة الإسلامية من طابع الضعف، وتدخل مرحلة التمكين والعزيمة، حتى تستطيع أن تستعيد وجودها الحقيقيَّ، وتقيم مجتمعها الأصيل الذي يحمل طابع ذاتيتها، وانتماءها بعيداً عن التبعية، يرفع الراية جيلٌ يؤدي رسالتَهُ الإنسانيةَ، وينافسُ على سدَّة التفوق الحضاريِّ، منطلقه القرآن الكريم والهدي النبويُّ.